الذكرى الرابعة لرحيل الفنان الموريتاني وملحن أول نشيد وطني المرحوم سيداتي ولد ابه

الذكرى الرابعة لرحيل الفنان الموريتاني وملحن أول نشيد وطني المرحوم سيداتي ولد ابه

تحل اليوم 26 سبتمبر الذكرى الرابعة لرحيل الفنان الموريتاني وملحن أول نشيد وطني المرحوم سيداتي ولد ابه .

رحمه الله تعالى برحمته الواسعة

اليوم السابع الموريتاني 26/09/2021 ذكرى رحيل الوالد الغالي والفنان الكبير سيداتي ولد آب

أفل نجم من الفن، وكوكب إبداعي من موسيقى موريتانيا، بل من ثقافتها وتاريخها المعاصر بشكل عام.
رحل سيداتي ولد ألفه ولد آبه، لأمه كرمي منت الزمل ولد همد فال.
رصاصة من الألم الحاد اخترقت عائلتين فنيتين عريقتين هما: أهل آبه، وأهل همد فال، أسرتان مؤمنتان ومسلمتان لأمر وقضاء الله وقدره، داعيتان لفقيدهما الرحمة والغفران، ولمحبيه ومحيطه الصبر والسلوان.
افتحي يا جنان الخلد أبوابك، واستقبلي سبط الزمل ولد همد فال، وناديه يا نعيم… أيا سيداتي فأقدم.
هكذا تنطفئ شمعة عريقة من فن موريتانيا، ويرحل عميد الطرب الحساني، الذي كانت على يده إصلاحات عديدة، منها: أنه أول من أدخل الكيتار لهذا الفن، وأول من أسس اتحادا، وأول من لحن النشيد الوطني.
جرت العادة أن تكون الحياة مراحل وسطور، وتكتب نهاية لتلك المراحل والسطور، وذلك بقدر حكيم وكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه، فانتهت حياة سيداتي لكنها تركت الأثر الماجد والبلسم العريق والدفئ الصافي في كل من لقاه أو حتى من سمع به.
مصاب عائلة أهل همد فال في سبطها (ابن ابنتهم) مصاب لا يعادله رزء ولا ضرر، ففيه تختلط دموع الخؤولة الصادقة، وذكريات ماض تليد مشرف لتلك التي أنجبت سيداتي…
فتاة عصرها ونجمة زمانها، كريمة أهل همد فال : كرمي منت الزمل ولد همد فال، امرأة طبقت شهرتها آفاق الدنيا ولامست بحنجرتها العذبة كل كوكب بعيد، تلك الأيقونة التي إذا انشدت بكى من حولها طربا وغوصا في لآلئ منطق الاستماع المتلهف.
وهكذا فقد كانت كرمي….وما أدراكم من هي كرمي مع فنها ذلك، وعراقة ورقي طربها حسنة المظهر، جميلة الشكل بصورة عجز معها الشعراء عن وصف محاسنها ومظاهر الذكاء الخارق لديها، وبالتالي فقد قال أحدهم الكاف الشهير:
مزين ماقالت @كرمي من دان
وأسكي بصناعت@ فيها ملان
حرصت فتاتنا مع حسنها ذلك، وعذوبة ما تنطق به، أن يستمر ذلك العطاء، وتلك الشجرة الفنية الخلابة، التي جمعت أهل آبه وأهل همد فال، لذا قررت عندما أنجبت سيداتي، أن يكون هو الغصن المنيع من تلك الشجرة.
جابت به الأرض شرقا ومغربا، وتوسلت به في حضرة صلحاء أديمها، وأنهلته علما ومجدا لم يخش بعده ذلا ولا تلفا.
علمه عبد الله ولد اخليفه ولد همد فال (والد الفنانة الكبيرة المعاصرة سكتو منت همد فال) العزف على التيدينيت، ولاحظ منه نجابة وحفظا وابداعا منقطع المثل، ولا غرو في ذلك فهو سليل أسرة أهل آبه العريقة في مجال الفن والخلق، والابن البكر لفريدة زمانها كرمي منت همدفال.
برز نجمه وعلا شأنه، فكان فخرا لعائلتين باسلتين في الطرب، نال من كل منهما ما أراد وما شاء من دماثة خلق وكفاءة فن وعراقة شجرة.
بقلم: فؤادي ولد همد فال

زر الذهاب إلى الأعلى