يصادف 14 من نوفمبر اليوم العالمي للسكري، وهو الحملة العالمية الأولى للتوعية بمرض السكري ويقام كل عام، تم اعتماده رسميا في عام 1991 من قبل الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية استجابة للقلق المتزايد من مرض السكري في جميع أنحاء العالم.
اليوم العالمي للسكري عبارة عن حملة تتميز بموضوع جديد يختاره الاتحاد الدولي للسكري كل عام لمعالجة المشكلات التي تواجه مجتمع مرض السكري العالمي. بينما تستمر الحملات طوال العام، يصادف اليوم نفسه عيد ميلاد فريدريك بانتينج الذي وضع مع تشارلز بيست الفكرة الأولى التي أدت إلى اكتشاف الأنسولين في عام 1992.
في كل عام، يُعالج اليوم العالمي للسكري موضوعا يتعلق بمرض السكري، وموضوع اليوم العالمي للسكري للأعوام 2024 – 2025 هو “السكري وجودة الحياة”.
يواجه ملايين الأشخاص المتعايشين مع السكري تحديات يومية في إدارة حالتهم في المنزل والعمل والمدرسة. مع ما يتطلبه ذلك من مرونة وانتظام ومسؤولية، مما يؤثر على صحتهم البدنية والعقلية. غالبًا ما تركز رعاية المتعايشين مع السكري فقط على نسبة السكر في الدم، مما يترك الكثيرين في حالة من الإرهاق.
في اليوم السكري العالمي هذا العام، دعونا نتحدث عن السكري وماهيته وأهداف هذا اليوم العالمي وحقائق وأرقام عالمية عن هذا المرض، لنختم بنصائح للمصابين بالسكري في بلدنا.
يُعرف مرض السكري بأنه مرض مزمن؛ يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للأنسولين الذي ينتجه، حيث ترتفع مستويات الجلوكوز في الدم (أو السكر في الدم) عن المعدل الطبيعي؛ مما يؤدي – مع مرور الوقت – إلى تلف خطير في القلب، والأوعية الدموية، والعينين، والكلى، والأعصاب، في حال لم يتحكم فيه.
تهدف هذه المناسبة العالمية إلى رفع مستوى الوعي حول تأثير داء السكري على المجتمع وطرق الوقاية منه وإدارته وتسليط الضوء على التحديات الصحية الكبيرة التي يمثلها هذا المرض على مستوى العالم، وهذه أبرز أهداف هذا اليوم:
– رفع مستوى الوعي حول تأثير داء السكري في المجتمع، وتشجيع التشخيص المبكر
– التوعية بطرق الوقاية من السكري أو تأخير ظهوره من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة
– تعزيز دور الأسرة في التثقيف الصحي في علاج السكري
– الوقاية من مضاعفاته، وزيادة الوعي حول العلامات التحذيرية للإصابة به
– توفير الأدوية والتقنيات والدعم والرعاية لجميع مرضى السكري الذين يحتاجون إليها
دعونا نتوقف مع أرقام وحقائق عن السكري، فقد أصبح مرض السكري أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، توفي حوالي 5.1 مليون شخص حول العالم، بسبب مرض السكري في عام 2019، فيما توفي 7.8 مليون شخص سنة 2021 بسبب السكري.
وتشير التقديرات إلى أن 537 مليون شخص، يعيشون حاليا مع مرض السكري في جميع أنحاء العالم، وبحلول عام 2045، تشير التوقعات إلى ارتفاع هذا العدد إلى حوالي 783 مليون مصاب بالسكري على مستوى العالم، وحسب المنظمة العالمية دائما لا يحصل ملايين الأشخاص المصابين بالسكري على رعاية، علاوة على ذلك فان مرضى السكري يحتاجون لرعاية ودعم مُسْتَمِرَّين لإدارة حالتهم، وتجنب المضاعفات.
يمكن علاج السكري وتجنب عواقبه أو تأخير ظهورها، باتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة البدنية، وتناول الأدوية، وإجراء فحوصات طبية منتظمة، وعلاج المضاعفات.
يعتبر داء السكري أحد الأسباب الرئيسية للعمى والفشل الكلوي، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وبتر الأطراف السفلى.
وهذه نصائح مختصرة للمصابين بالسكري في ظل غياب أرقام دقيقة عن معدلات الإصابة في بلدنا، لكنه موجود وبكثرة ويتفاقم نتيجة إهمال المتابعات الطبية، ثم التساهل في الأنظمة الغذائية المناسبة، ضف إلى ذلك عدم ممارسة الرياضة البدنية، لكن مصادر وزارة الصحة 2008 أظهرت إحصاءاتها أن نسبة انتشار السكري 6% في صفوف البالغين، هذه أرقام قديمة ومقلقة جدا، خاصة أن منظمة الصحة العالمية تشير أنه في أفق العام 2030 سيحتل السكري المرتبة السابعة من بين أسباب الوفاة في العالم.
وهذه هي أبرز النصائح سواء للمصابين أصلا والسالمين من السكري:
– تخلَّص من الوزن الزائد
– مارس المزيد من الأنشطة البدنية.
هناك العديد من الفوائد من ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام. يمكن للتدريبات الرياضية أن تساعدك على:
– فقدان الوزن
– خفض نسبة السكر في الدم
– زيادة حساسيتك للأنسولين، مما يساعد على إبقاء نسبة السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي
– تناول أطعمة نباتية صحية
تمد الأطعمة النباتية الجسم بالفيتامينات والمعادن والكربوهيدرات. وتحتوي الكربوهيدرات على السكريات والنشا، وهما مصدرا الطاقة للجسم، إلى جانب الألياف. كما تشمل الألياف الغذائية، المعروفة أيضًا بالخشائن أو الكتلة، جزئيات الأطعمة النباتية التي لا يستطيع الجسم هضمها أو امتصاصها
- تناول الدهون الصحية
تحتوي الأطعمة الدهنية على مستويات عالية من السعرات الحرارية ويجب الاعتدال في تناولها.
نُشير هنا أن الجمعية الأمريكية لمرض السكري توصي بإجراء الفحص الروتيني بالاختبارات التشخيصية لمرض السكري لجميع البالغين في سن 45 عامًا فأكثر، وذلك للفئات التالية:
– الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 45 عاما ولديهم زيادة في الوزن أو سُمنة، بالإضافة إلى عامل واحد أو أكثر من عوامل الخطر المرتبطة بمرض السكري
– السيدات المصابات بالسكري الحملي
– الأشخاص الذين شخصت إصابتهم بمقدمات السكري
– الأطفال الذين لديهم زيادة في الوزن أو سُمنة وتاريخ عائلي من الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني أو عوامل خطر أخرى.
نتمنى أن تقوم الجهات الحكومية بالرعاية الصحية اللازمة للمصابين بالسكري ومساعدتهم على تجاوز المرض، وتحسيسهم حول الطرق الأنظمة الغذائية المناسبة لهم، والتطوع بحالات المحتاجين منهم، وتشجيع الخيرين على التبرع لهم، لإنقاذ حياتهم ودمجهم بسرعة و توفير الاستشارات المتخصصة لهم وحتى الجلسات النفسية الضرورية لتجاوز وضعهم الصحي.