تحليل أحمد الكوري نجم المنتخب الوطني سابقا لمباراة موريتانيا والجزائر

تحليل أحمد الكوري نجم المنتخب الوطني سابقا لمباراة موريتانيا والجزائر

بالرسم 3_5_2 والذي يتحول دفاعيا إلى 5-3-2 وهجوميا إلى 3-3-4 – بالاعتماد على الظهيرين في خطة جناح دياو وعبدالرحمن والمساندة الهجومية لكل من العيد وكوليبالي لحظة افتكاك الكرة للثنائي كمرا والطنجي مع بقاء يعقوب أمام ثلاثي الدفاع من أجل ضمان التوزان الدفاعي عند فقدان الكرة – دخل المدرب مارتينز مباراة البارحة أمام محاربي الصحراء أملا في تحقيق نتيجة ايجابية أو الظهور بأداء مشرف أمام أبطال أفريقيا وكذلك الوقوف على جاهزية بعض الأسماء في رهان كهذا.
اختار كورانتين أن تكون منطقة افتكاك الكرة في مناطق المنتخب الوطني أو بعبارة أخرى اللعب بدفاع متأخر bloc bas وهو مايعني أن المنتخب سيلعب على المرتدات معتمدا على المساحات التي سيخلفها الخصم جراء الصعود المتكرر للظهيرين اللذان يمتلكان نزعة هجومية كبيرة علاوة على لاعبي خط الوسط ، خاصة أمام منتخب يلعب على أرضه ويمتلك خامات فنية من أعلى مستوى وبالتالي لن يركن للدفاع وسيحاول جاهدا فرض ايقاعه وأسلوب لعبه.
لكن من وجهة نظري المتواضعة جدا لم يوفق مارتينز في اختيار ثنائي الهجوم لأن اللعب على العكسيات يتطلب لاعبين سريعين ويجيدون طلب الكرة في المساحات، وتلك ليست مواصفات لا كمرا ولا الطنجي، بل هي مميزات تتوفر في كل من دياكيتي وانياص.
صحيح أن كمرا والطنجي هما مهاجمان بمواصفات مختلفة لكن أسلوب لعبهما أقرب لمن سيلعب الهجمة المركزة l’attaque placé بالاعتماد على كمرا في طلب الكرة الأولى وحمي في المساحة التي سيتركها زميله.
كان التنشيط الهجومي للمنتخب الوطني عبر كرات طولية ومباشرة نحو الهجوم وهو قرار خاطئ حسب اعتقادي، خاصة أن جلها كانت نحو حمي الذي خسر كل الحوارات الهوائية مع بدران الذي كان دائما مايستخدم مرفقه في الارتقاء، كان على المدافعين لعب الكرة الأولى نحو كمرا الذي يتمتع ببنية جسدية قوية وارتقاء جيد من أجل عمل انعطاف للكرة déviation للطنجي في المساحة وليس العكس.
بينما كان التنشيط الهجومي للخضر عبر بناء للهجمة من المناطق الخلفية عبر محوري الدفاع توبة وبدران مع عودة أحد لاعبي الارتكاز لتشكيل مثلث في الخلف لتسهيل خروج الكرة خاصة أن المنتخب الوطني يلعب بمهاجمين في العمق وهو ماسيصعب من علمية إخراج الكرة و وجود علاقة التواصل مابين الدفاع وخط الوسط relation defense – milieu de terrain, الأمر الذي قام به كمرا والطنجي بامتياز طيلة الشوط الأول وهو دليل على نضجهما التكتيكي الكبير، علاوة على دخول كل من فرحات وغزال للعمق مع طلب سليماني للكرة في منتصف الملعب من أجل سحب مدافعي المنتخب الوطني للمناطق الأمامية حتى تظهر المساحات في الخلف وبالتالي يتم استغلالها عبر الظهيرين، لكن دفاع المتتخب الوطني كان فطنا وكان منسقا في كل تحركاته في الشوط الأول وهو ما جعل هجوم الخصم يقع في أكثر من مرة في مصيدة التسلل ولم يتمكن من الحصول على أي فرصة حقيقية تذكر عدا بعض المحاولات والتي كانت على استحياء.
غياب في التركيز والمراقبة نتج عنه هدف أول لمحاربي الصحراء عن طريق فيغولي أواخر الشوط الأول.
أما الثاني فبدأه الناخب الوطني باجراء ثلاث تغييرات.
عبدول با، هارونا سي و خاسا عوض كل من ديارا، دياو كوليبالي على التوالي، حاول المدرب تغيير منطقة افتكاك الكرة مع المحافظة على نفس الرسم التكتيكي وذلك من خلال مطالبة لاعبي الدفاع بالتقدم أمتار إلى الأمام.
ومن تسديدة محكمة من يعقوب سيدي ادرك المنتخب الوطني التعادل، لكن في ظل بهتتة من الدفاع تمكن المنتخب الجزائري من إضافة الهدف الثاني عن طريق نفس اللاعب فيغولي.
لكن الأمر الذي أثار استغرابي هو لعب المنتخب الوطني في الشوط الثاني بدفاع متقدم خاصة في ظل البطء الشديد الذي يعاني منه جل عناصر دفاع المنتخب زيادة على افتقاد غالبيتهم لنسق المباريات، وهو ما استغله الخصم أحسن استغلال خاصة مع دخول الثلاثي لبلايلي بن وناس وبونجاح حيث عانى دفاع المنتخب كثيرا واتيحت للخضر عديد الهجمات تمكن على إثرها من زيادة غلته التهديفية لتصل إلى أربعة.
ويبقى أهم مكسب في المباراة هو الزج بأسماء جديدة في التشكيلة الأساسية لأول مرة على غرار احويبيب وسيدي عثمان اللذين قدما مستوى محترم قد يضمن لهما مكانا أساسيا في قادم المواعيد.
مازال أمام الناخب الوطني فرصة لتدارك الأخطاء قبل أن يحين موعد الجديات، لكن الأمر مرهون بخلق جو تنافسي داخل المجموعة وأن يكون معيار انتقاء اللاعبين هو الجاهزية وحدها لاغير.
ريم سبور

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.